التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٦٢
المشركين قيل في ثم هذه تعظيم لمنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإعلام بأن أفضل ما أوتي خليل الله من الكرامة اتباع نبينا ملته حيث دلت على تباعد هذا النعت في المرتبة من بين سائر النعوت التي أثنى الله عليه بها في مصباح الشريعة عن الصادق عليه السلام لا طريق للأكياس (1) من المؤمنين أسلم من الاقتداء لأنه المنهج الأوضح قال الله عز وجل ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا فلو كان لدين الله تعالى مسلك أقوم من الاقتداء لندب أولياءه وأنبياءه إليه.
والعياشي عن الحسين بن علي عليهما السلام ما أحد على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا وساير الناس منها براء.
(124) إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
القمي وذلك أن موسى عليه السلام أمر قومه أن يتفرغوا لله كل سبعة أيام يوما يجعله الله عليهم وهم الذين اختلفوا فيه.
أقول: قد سبقت قصتهم في سورة الأعراف.
(125) ادع إلى سبيل ربك بالحكمة بالمقالة المحكمة الصحيحة الموضحة للحق المزيحة للشبهة هذا للخواص والموعظة الحسنة الخطابات المقنعة والعبر النافعة التي لا يخفي عليهم إنك تناصحهم بها وتنفعهم فيها وهذا للعوام وجادلهم (2) بالتي هي أحسن بالطريقة التي هي أحسن طرق المجادلة وهذا للمعاندين والجاحدين.
في الكافي والقمي عن الصادق عليه السلام يعني بالقرآن.

١ - الكيس كفلس العقل والفطنة وجودة القريحة وقيل الكيس مخفف من كيس مثل هين وهين والأول أصح لان الكيس مصدر كأس كباع والكيس بالتثقيل اسم فاعل وجمعه أكياس مثل جيد واجياد م‍.
٢ - أي ناظرهم بالقرآن وبأحسن ما عندك من الحجج وتقديره بالكلمة التي هي أحسن والمعنى افتل المشركين واصرفهم عما هم عليه من الشرك بالرفق والسكينة ولين الجانب في النصيحة ليكونوا أقرب إلى الإجابة فان الجدل هو فتل الخصم عن مذهبه بطريق الحجاج وقيل هو ان يجادلهم على قدر ما يحتملونه كما جاء في الحديث أمرنا معاشر الأنبياء ان نكلم الناس على قدر عقولهم مجمع البيان.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست