التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٥٨
قال على منبر الكوفة أيها الناس إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ثم تدعون إلى البراءة مني فلا تبرأوا مني فقال ما أكثر ما يكذب الناس على علي عليه السلام.
قال إنما قال إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ثم تدعون إلى البراءة مني وإني لعلى دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقل لا تبرؤوا مني فقال له السائل أرأيت أن اختار القتل دون البراءة فقال والله ما ذاك عليه وما له إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكره أهل مكة وقلبه مطمئن بالأيمان فأنزل الله فيه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان فقال له النبي صلى الله عليه وآله عندها يا عمار إن عادوا فعد فقد أنزل الله عذرك وأمرك أن تعود إن عادوا.
والعياشي عن الباقر عليه السلام مثله. وعن الصادق عليه السلام إنه سئل مد الرقاب أحب إليك أم البراءة من علي عليه السلام فقال الرخصة أحب إلي أما سمعت قول الله في عمار إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان.
(107) ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة بسبب أنهم آثروها عليها وأن الله لا يهدي القوم الكافرين أي الكافرين في علمه إلى ما يوجب ثبات الأيمان.
(108) أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم فامتنعت عن إدراك الحق وأولئك هم الغافلون الكاملون في الغفلة إذ غفلوا عن التدبر في عاقبة أمرهم.
(109) لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون إذ ضيعوا أعمارهم بصرفها فيما أفضى إلى العذاب الدائم.
العياشي عن الصادق عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو أصحابه فمن أراد الله به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه ومن أراد به شرا طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل وهو قوله تعالى أولئك الذين طبع الله الآية.
(110) ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا عذبوا في الله واكرهوا على الكفر فاعطوا بعض ما أريد منهم ليسلموا من شرهم كعمار وقرئ بفتح الفاء والتاء ثم
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست