التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٧٣
مررت بملك من الملائكة إلا قالوا يا محمد احتجم وأمر أمتك بالحجامة وإذا فيها رجل اشمط (1) الرأس واللحية جالس على كرسي فقلت يا جبرئيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب بيت المعمور في جوار الله فقال يا محمد هذا أبوك إبراهيم عليه السلام وهذا محلك ومحل من اتقى من أمتك ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين فسلمت عليه وسلم علي وقال مرحبا بالنبي الصالح والأبن الصالح والمبعوث في الزمن الصالح وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات فبشروني بالخير لي ولأمتي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورأيت في السماء السابعة بحارا من نور يتلألأ يكاد تلألؤها يخطف بالأبصار وفيها بحار مظلمة وبحار ثلج ترعد فلما فرغت ورأيت هؤلاء سألت جبرئيل فقال إبشر يا محمد واشكر كرامة ربك واشكر الله على ما صنع إليك قال فثبتني الله بقوته وعونه حتى كثر قولي لجبرئيل وتعجبي فقال جبرئيل يا محمد أتعظم ما ترى إنما هذا خلق من خلق ربك فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى وما لا ترى أعظم من هذا من خلق ربك أن بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل وبيننا وبينه أربعة حجب حجاب من نور وحجاب من ظلمة وحجاب من الغمام وحجاب من ماء قال ورأيت من العجائب التي خلق الله وسخر به على ما أراد ديكا رجلاه في تخوم الأرضين السابعة ورأسه عند العرش وملكا من ملائكة الله تعالى خلقه الله كما أراد رجلاه في تخوم الأرضين السابعة ثم أقبل مصعدا حتى خرج من الهواء إلى السماء السابعة وانتهى فيها مصعدا حتى إنتهى قرنه إلى قرب العرش وهو يقول سبحان ربي حيث ما كنت لا تدري أين ربك من عظم شأنه وله جناحان في منكبه إذا نشرهما جاوز المشرق والمغرب فإذا كان في السحر نشر جناحيه وخفق (2) بهما وصرخ (3) بالتسبيح يقول سبحان الله الملك القدوس سبحان الله الكبير المتعال لا إله إلا الله الحي القيوم

1 - الشمط - بالتحريك - بياض شعر الرأس مخالط السواد.
2 - وخفق الطائر إذا طار وخفقاته اضطراب جتاحيه م‍.
3 - والصراخ بالضم الصوت والتصرخ تكلف الصرخ وفي الحديث كان يقوم من الليل إذا سمع صوت الصارخ يعني بذلك الديك لأنه كثير الصراخ بالليل م‍.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست