التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٣٧٥
مسجد قباء وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وهو يتجهز إلى تبوك إنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه، فقال: إني على جناح سفر، ولما انصرف من تبوك نزلت فأرسل من هدم المسجد وأحرقه وأمر أن يتخذ مكانه كناسة يلقى فيها الجيف والقمامة. ضرارا: مضارة للمؤمنين أصحاب مسجد قباء وكفرا: وتقوية للكفر الذي كانوا يضمرونه. وتفريقا بين المؤمنين: الذين كانوا يجتمعون للصلاة في مسجد قبا، أرادوا أن يتفرقوا عنه، وتختلف كلمتهم. وإرصادا: وإعدادا أو ترقبا. لمن حارب الله ورسوله من قبل: يعني أبا عامر (1) الراهب. قيل: بنوه على قصد أن يؤمهم فيه أبو عامر إذا قدم من الشام.
في الجوامع: أنه كان قد ترهب في الجاهلية، ولبس المسوح، فلما قدم النبي المدينة حسده وحزب عليه الأحزاب، ثم هرب بعد فتح مكة وخرج إلى الروم وتنصر، وكان هؤلاء يتوقعون رجوعه إليهم وأعدوا هذا المسجد له ليصلي فيه، ويظهر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه كان يقاتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزواته إلى أن هرب إلى الشام ليأتي من قيصر بجنود يحارب بهم رسول الله ومات بقنسرين (2) وحيدا. وليخلفن إن أردنا إلا الحسنى: ما أردنا ببنائه إلا الخصلة الحسنى وهي الصلاة والذكر، والتوسعة على المصلين. والله يشهد إنهم لكاذبون: في حلفهم.
القمي: كان سبب نزولها أنه جاء قوم من المنافقين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول الله أتأذن لنا أن نبني مسجدا في بني سالم للعليل، والليلة المطيرة، والشيخ الفاني، فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على الخروج إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله لو أتيتنا فصليت فيه، قال: أنا على جناح السفر فإذا وافيت إن شاء الله آتيته وأصلي فيه.
فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تبوك نزلت عليه هذه الآية

1 - وهو من اشراف قبيلة خزرج وله مهارة في علم التوراة والإنجيل وكان يحدث نعت النبي على أهل المدينة فلما بعث النبي صلى الله عليه وآله وقدم بالمدينة حسده وهو أبو حنظلة غسيل الملائكة الذي قتل مع النبي صلى الله عليه وآله يوم أحد وكان جنبا فغسله الملائكة.
2 - قنسرين وقنسرون بالكسر فيهما كورة بالشام وتكسر نونهما ق.
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»
الفهرست