التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٠٦
سورة الأنعام هي مكية غير ست وما قدروا الله حق قدرة إلى إلى آخر ثلاث آيات قل تعالوا أتل ما حرم عليكم ربكم إلى آخر ثلاث آيات فإنهن نزلن بالمدينة وعدد آيها مائة وخمس وستون آية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وصف نفسه بما نبه به على أنه المستحق للحمد حمد أو لم يحمد ليكون حجة على العادلين به وجعل الظلمات والنور أنشأهما والفرق بين الخلق والجعل أن الخلق فيه معنى التقدير والجعل فيه معنى التصيير كإنشاء شئ من شئ ثم الذين كفروا بربهم يعدلون: يعني أنه خلق ما لا يقدر عليه أحد سواه، ثم هم يسوون به ما لا يقدر على شئ منه ومعنى ثم استبعاد عدو لهم (1) بعد هذا الوضوح.
في الاحتجاج عن الصادق عليه السلام في حديث في نزول هذه الآية إنها رد على ثلاثة أصناف لما قال الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض كان ردا على الدهرية الذين قالوا إن الأشياء لا بدو لها وهي قائمة ثم قال وجعل الظلمات والنور فكان ردا على الثنوية (2) الذين قالوا إن النور والظلمة هما المدبر ان ثم قال ثم الذين كفروا بربهم

1 - وعدلوا بالله أشركوا به وجعلوا له مثلا ومنه حديث علي (عليه السلام) كذب العادلون بك إذ شبهوك بأصنامهم.
2 - الثنوية من يثبت مع القديم قديما غيره قيل وهم فرق المجوس يثبتون مبدئين مبدء للخير ومبدء للشر وهما النور والظلمة ويقولون بنبوة إبراهيم وقيل هم طائفة يقولون إن كل مخلوق مخلوق للخلق الأول وقد شهد ببطلان قولهم قوله عليه السلام في وصف الحق تعالى لا من شئ كان ولا من شئ خلق ما كان فبهذا يدفع جميع حجج الثنوية وشبههم.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست