التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٣٧٠
الأولين على درجة سبقهم، ثم ثنى بالأنصار، ثم ثلث بالتابعين باحسان فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده. رضي الله عنهم: بقبول طاعتهم وارتضاء أعمالهم. ورضوا عنه: بما نالوا من نعمه الدينية والدنيوية. وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار: وقرء من تحتها كما هو في سائر المواضع. خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم (1).
(101) وممن حولكم: ممن حول بلدتكم يعني المدينة. من الاعراب منافقون ومن أهل المدينة: عطف على ممن حولكم. مردوا على النفاق: صفة للمنافقين، أي تمهروا (2) فيه وتمرنوا (3). لا تعلمهم: لا تعرفهم بأعيانهم، وهو تقرير لمهارتهم فيه، يعني يخفون عليك مع فطنتك وصدق فراستك (4) لفرط تحاميهم مواقع الشك في أمرهم. نحن نعلمهم: ونطلع على أسرارهم. سنعذبهم مرتين: في الجوامع: هو ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم عند قبض أرواحهم، وعذاب القبر (5). ثم يردون إلى عذاب عظيم: عذاب النار.
(102) وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم.
القمي، وفي المجمع: عن الباقر عليه السلام نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر، وقد سبقت قصته عند تفسير (لا تخونوا الله والرسول) من سورة الأنفال.

1 - قيل نزلت هذه الآية فيمن صلى إلى القبلتين وقيل نزلت فيمن بايع بيعة الحديبية ومن اسلم بعد ذلك وهاجر فليس من المهاجرين الأولين وقيل وهم أهل بدر وهم الذين اسلموا قبل الهجرة (مجمع البيان).
2 - المتمهر الأسد الحاذق بالافتراس وتمهر حذق ق.
3 - مرن على الشئ يمرن مرونا ومرانة تعود واستمر عليه ص.
4 - في الحديث اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله الفراسة بالكسر الاسم من قولك تفرست فيه خيرا وهي نوعان أحدهما ما يوقعه الله قي قلوب أوليائه فيعلمون بعض أحوال الناس بنوع من الكرامات وإصابة الحدس والظن وهو ما دل عليه ظاهر الحديث اتقوا آه وثانيهما نوع يعلم بالدلائل والتجارب والأخلاق م‍.
5 - فيه أقوال أحدها ما ذكره المصنف رحمه الله والثاني معناه نعذبهم في الدنيا بالفضيحة فان النبي صلى اله عليه وآله ذكر رجالا منهم وأخرجهم من المسجد الحرام يوم الجمعة في خطبته وقال اخرجوا فإنكم منافقون ونعذبكم في القبر والثالث مرة في الدنيا بالسبي والقتل ومرة في الآخرة بعذاب القبر وروى عذبوا بالجوع مرتين والرابع اخذ الزكاة منهم وعذاب القبر الخامس غيظهم من أهل الاسلام وعذاب القبر السادس إقامة الحدود عليهم وعذاب القبر وكل ذلك محتمل وهاتان المرتان قبل ان يردوا إلى عذاب النار.
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست