التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٣٦٤
القمي: في آية الاستغفار السابقة إنها نزلت لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ومرض عبد الله بن أبي وكان ابنه عبد الله مؤمنا فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبوه يجود بنفسه، فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي إنك إن لم تأت على أبي كان ذلك عارا علينا، فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمنافقون عنده.
فقال ابنه عبد الله بن عبد الله: يا رسول الله استغفر له، فاستغفر فقال عمر: ألم ينهك الله يا رسول الله أن تصلي عليهم أو تستغفر لهم.
فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعاد عليه، فقال له: ويلك إني خيرت فاخترت إن الله يقول: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) فلما مات عبد الله جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إن رأيت أن تحضر جنازته، فحضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقام على قبره، فقال له عمر: يا رسول الله أولم ينهك الله أن تصلي على أحد منهم مات أبدا وأن تقوم على قبره.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ويلك وهل تدري ما قلت إنما قلت: اللهم احش قبره نارا، وجوفه نارا، واصله (1) النار، فبدا من رسول الله ما لم يكن يحب.
والعياشي: عن الباقر عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لابن عبد الله بن أبي: إذا فرغت من أبيك فأعلمني، وكان قد توفى فأتاه فأعلمه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نعليه للقيام، فقال له عمر: أليس قد قال الله: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره)؟ فقال له: ويحك أو ويلك إنما أقول: اللهم إملأ قبره نارا، واملأ جوفه نارا، وأصله يوم القيامة نارا. وفي رواية أخرى أنه صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد ابنه في الجنازة ومضى فتصدى له عمر ثم قال: أما نهاك ربك عن هذا أن تصلي

1 - والصلاء ككساء الشواء لأنه يصلى بالنار والصلاء أيضا النار قال الجوهري فان فتحت الصاد قصرت وقلت صلا النار والاصطلاء بالنار التسخن بها وفلان لا يصطلى بناره اي شجاع لا يطاق م‍.
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»
الفهرست