التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٣٦١
فقال: يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه، فقال: والذي بعثك بالحق لأن رزقني مالا لأعطين كل ذي حق حقه، فدعا له فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود حتى ضاقت بها المدينة، فنزل واديا وانقطع عن الجماعة والجمعة، وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسم المصدق ليأخذ الصدقة فأبى وبخل، وقال: ما هذه إلا أخت الجزية، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا ويح ثعلبة.
وفي المجمع: روى ذلك مرفوعا.
(76) فلما آتيهم من فضله بخلوا به: منعوا حق الله منه. وتولوا: عن طاعة الله.
وهم معرضون.
(77) فأعقبهم نفاقا في قلوبهم: فأورثهم البخل نفاقا متمكنا في قلوبهم. إلى يوم يلقونه: يلقون الله.
في التوحيد: عن أمير المؤمنين عليه السلام اللقاء: هو البعث. بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون.
(78) ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم: ما أسروه في أنفسهم من النفاق.
ونجويهم: وما يتناجون به فيما بينهم من المطاعن. وأن الله علم الغيوب: لا يخفى عليه شئ.
(79) الذين يلمزون: يعيبون. المطوعين: المتطوعين. من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم: إلا طاقتهم فيتصدقون بالقليل.
وفي الحديث: أفضل الصدقة جهد المقل. فيسخرون منهم: يستهزؤون. سخر الله منهم: جازاهم جزاء السخرية، كذا في العيون عن الرضا عليه السلام. ولهم عذاب أليم.
القمي: جاء سالم بن عمير الأنصار بصاع من تمر، فقال: يا رسول الله كنت ليلتي أجر الجرير (1) حتى عملت بصاعين من تمر. فأما أحدهما فأمسكته وأما الآخر فأقرضته ربي، فأمر

1 - الجرير الحبل الذي يجر به البعير يريد انه استقى للناس على اجرة صناعين (منه رحمه الله).
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست