التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٣٦٢
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ينثره في الصدقات، فسخر منه المنافقون، فقالوا: والله إن كان الله لغني من هذا الصاع ما يصنع الله بصاعه شيئا ولكن أبا عقيل أراد أن يذكر نفسه ليعطى من الصدقات فنزلت.
والعياشي: عن الصادق عليه السلام آجر أمير المؤمنين عليه السلام نفسه على أن يستقي كل دلو بتمرة بخيارها فجمع تمرا، فأتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعبد الرحمن بن عوف على الباب فلمزه، أي وقع فيه فنزلت هذه الآية (الذين يلمزون).
(80) استغفر لهم أو لا تستغفر لهم: لا فرق بين الأمرين في عدم الإفادة لهم.
إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم: قيل: السبعون جاء في كلامهم مجرى المثل للتكثير. وروت العامة أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: والله لأزيدن على السبعين فنزلت: (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم). وفي لفظ آخر قال: لو علمت أنه لو زدت على السبعين مرة غفر لهم لفعلت.
والعياشي عن الرضا عليه السلام إن الله قال لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم:
إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فاستغفر لهم مأة مرة ليغفر لهم فأنزل الله: (سواء عليهم استغفرت لهم) الآية، وقال: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره فلم يستغفر لهم بعد ذلك ولم يقم على قبر أحد منهم.
أقول: لا يبعد استغفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمن يرجو إيمانه من الكفار، وإنما لا يجوز استغفاره لمن يئس من إيمانه وهو قوله عز وجل: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعدما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) إلى قوله: (تبرأ منهم) ويأتي تمام الكلام في هذا المقام عن قريب إنشاء الله ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله: إشارة إلى أن اليأس من المغفرة وعدم قبول استغفارك ليس لبخل منا ولا لقصور فيك بل لعدم قابليتهم بسبب الكفر الصارف عنها. والله لا يهدى القوم الفاسقين: المتمردين في كفرهم.
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»
الفهرست