التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٣٦٩
الإعراب: أهل البدو. أشد كفرا ونفاقا: من أهل (1) الحضر، لتوحشهم، وقساوتهم، وجفائهم، ونشوهم في بعد من مشاهدة العلماء وسماع التنزيل. وأجدر أن لا يعلموا: وأحق بأن لا يعلموا. حدود ما أنزل الله على رسوله: من الشرايع وفرائضها وسننها.
والله عليم: يعلم حال كل أحد من أهل الوبر والمدر. حكيم: فيما يصيب به مسيئهم ومحسنهم عقابا وثوابا.
(98) ومن الإعراب من يتخذ: يعد. ما ينفق: يصرفه في سبيل الله ويتصدق مغرما: غرامة وخسرانا إذ لا يحتسبه عند الله، ولا يرجو عليه ثوابا، وإنما ينفق رياء وتقية ويتربص بكم الدوائر: دوائر الزمان، وعقباته، وحوادثه، لينقلب الأمر عليكم فيتخلص من الأنفاق. عليهم دائرة السوء: اعتراض بالدعاء عليهم بنحو ما يتربصونه، أو إخبار عن وقوع ما يتربصون عليهم، والله سميع: لما يقولون عند الأنفاق. عليم: بما يضمرون.
(99) ومن الإعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات:
سبب قربات. عند الله وصلوات الرسول: وسبب دعواته لأنه كان يدعو للمتصدقين بالخير والبركة ويستغفر لهم. ألا إنها قربة لهم: شهادة من الله لهم بصحة معتقدهم، وتصديق لرجائهم. سيدخلهم الله في رحمته: وعد لهم بإحاطة الرحمة عليهم. إن الله غفور رحيم:
تقرير لهم.
(100) والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار.
القمي: هم النقباء، وأبو ذر، والمقداد، وسلمان، وعمار، ومن آمن وصدق وثبت على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام. وفي نهج البلاغة: لا يقع اسم الهجرة على أحد إلا بمعرفة الحجة في الأرض، فمن عرفها وأقر بها فهو مهاجر. والذين اتبعوهم بإحسان: بالأيمان والطاعة إلى يوم القيامة.
في الكافي، والعياشي: عن الصادق عليه السلام في حديث فبدأ بالمهاجرين

1 - ومعناه ان سكان البوادي إذا كانوا كفارا ومنافقين فهم أشد كفرا من أهل الحضر لبعدهم عن مواضع العلم وعن استماح الحجج ومشاهدة المعجزات وبركات الوحي م‍ ن.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»
الفهرست