التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٤٢
وفي الكافي: كان علي بن الحسين عليهما السلام يأمر غلمانه أن لا يذبحوا حتى يطلع الفجر. ويقول: إن الله جعل الليل سكنا لكل شئ، وقرئ وجاعل الليل. والشمس والقمر حسبانا: على أدوار مختلفة تحسب بها الأوقات. ذلك تقدير العزيز: الذي قهرهما وسيرهما على الوجه الخاص العليم: بتدبيرهما.
(97) وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر (1): في ظلمات الليل في البر والبحر، وأضافتها إليهما للملابسة، أو في مشتبهات الطرق، أو الأمور سماها ظلمات على الاستعارة. القمي: مقطوعا قال: (النجوم): آل محمد عليهم السلام. قد فصلنا الآيات: بيناها فصلا فصلا. لقوم يعلمون: فإنهم منتفعون به.
(98) وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة وهو آدم عليه السلام. فمستقر: وقرء بكسر القاف أي قار. ومستودع: والعياشي: عن الباقر عليه السلام إنه قال لأبي بصير حين سأله عن هذه الآية: ما يقول أهل بلدك الذي أنت فيه؟ قال: يقولون: مستقر: في الرحم، ومستودع: في الصلب، فقال: كذبوا، المستقر: من استقر الأيمان في قلبه فلا ينزع منه أبدا، والمستودع: الذي يستودع الأيمان زمانا ثم يسلبه، وقد كان الزبير منهم.
وعن الصادق عليه السلام: أنه سئل عنها؟ فقال: مستقر: في الرحم، ومستودع: في الصلب، وقد يكون مستودع الأيمان ثم ينزع منه، ولقد مشى الزبير في ضوء الأيمان ونوره حين قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى مشى بالسيف، وهو يقول: لا نبايع إلا عليا. وفي رواية: قال: المستقر: الثابت، والمستودع: المعار.
وعن الكاظم عليه السلام في هذه الآية: ما كان من الأيمان المستقر: فمستقر إلى

1 - لان من النجوم ما يكون بين يدي الانسان ومنها ما يكون خلفه ومنها ما يكون عن يمينه ومنها ما يكون عن يساره ويهتدي بها في الاسفار وفي البلاد وفي القبلة وأوقات الليل وإلى الطريق في مسالك البراري والبحار وقال البلخي ليس في قوله لتهتدوا ما يدل على أنه لم يخلقها لغير ذلك بل خلقها سبحانه لأمور جليلة عظيمة ومن فكر في صغر الصغير منها وكبر الكبير واختلاف مواقعها ومجاريها واتصالاتها وسيرها وظهور منافع الشمس والقمر في نشو الحيوان والنبات علم أن الامر كذلك.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست