التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٣٨
ما أمر بالاقتداء بهم. إن هو: أي التبليغ. إلا ذكرى للعلمين: تذكيرا وعظة لهم.
(91) وما قدروا الله حق قدره وما عرفوه حق معرفته، وما عظموه حق عظمته، وما وصفوه بما هو أهل أن يوصف به من الرحمة على عباده واللطف بهم.
في الكافي: عن الصادق عليه السلام إن الله لا يوصف، وكيف يوصف وقد قال في كتابه: (وما قدروا الله حق قدره) فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك. ويأتي فيه حديث آخر في سورة الزمر إنشاء الله تعالى إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ: حين أنكروا الوحي وبعثة الرسل وذلك من أعظم رحمته وأجل ألطافه.
القمي: هم قريش واليهود. قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا: الزموا بما لا بد لهم من الإقرار به مع توبيخهم بتحريفهم بإبداء بعض وإخفاء بعض، وجعلها ورقات متفرقة ليتمكنوا بما حاولوه.
العياشي: عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية قال: كانوا يكتمون ما شاؤوا، ويبدون ما شاؤوا. وفي رواية كانوا يكتبونه في القراطيس، ثم يبدون ما شاؤوا، ويخفون ما شاؤوا.
والقمي: يخفون يعني من أخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقرئ بالياء.
وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله: أي أنزله الله، قيل: أمره بأن يجيب عنهم إشعارا بأن الجواب متعين لا يمكن غيره، وتنبيها على أنهم بهتوا بحيث لا يقدرون على الجواب. ثم ذرهم في خوضهم يلعبون: القمي: يعني ما خاضوا فيه من التكذيب.
(92) وهذا كتاب أنزلناه مبارك: كثير النفع والفائدة مصدق الذي بين يديه:
الكتب التي قبله. ولتنذر: وقرئ بالياء أي الكتاب. أم القرى: يعني مكة سميت بها لأنه دحيت الأرض من تحتها، فكأنها تولدت منها.
والقمي: قال: سميت أم القرى لأنها أول بقعة خلقها الله من الأرض. ومن
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست