حولها: أهل الشرق والغرب. والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون: فإن من صدق بالآخرة خاف العاقبة، ولا يزال الخوف يحمله على النظر والتدبر حتى يؤمن به ويحافظ على الطاعة، وتخصيص الصلاة لأنها عماد الدين وعلم الأيمان.
(93) ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلى ولم يوح إليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله: في الكافي، والعياشي: عن أحدهما عليهما السلام نزلت في ابن أبي سرح الذي كان عثمان استعمله على مضر، وهو ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة هدر دمه، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا أنزل الله عز وجل (إن الله عزيز حكيم) كتب (إن الله عليم حكيم) فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعها فإن الله عليم حكيم، وكان ابن أبي سرح يقول للمنافقين: إني لأقول من نفسي مثل ما يجئ به فما يغير علي فأنزل الله تبارك وتعالى فيه الذي أنزل.
والقمي: عن الصادق عليه السلام قال: إن عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخو عثمان بن عفان من الرضاعة أسلم وقدم المدينة وكان له حسن، وكان إذا نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعاه فكتب ما يمليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان إذا قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سميع بصير يكتب سميع عليم، وإذا قال له: والله بما تعملون خبير يكتب بصير، ويفرق بين التاء والياء وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: هو واحد، فارتد كافرا ورجع إلى مكة، وقال لقريش: والله ما يدري محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما يقول. أنا أقول: مثل ما يقول فلا ينكر علي ذلك، فأنا أنزل مثل ما ينزل فأنزل الله على نبيه في ذلك (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله) فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة أمر بقتله فجاء به عثمان، وقد أخذ بيده ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد فقال: يا رسول الله اعف عنه، فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أعاد فسكت، ثم أعاد فقال: هو لك، فلما مر قال