التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٤٦
وفات الطلب وعاد متعمقا متلطفا لا يدركه الوهم فكذلك لطف الله تبارك وتعالى عن أن يدرك بحد أو يحد بوصف واللطافة منا الصغر والقلة فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى قال:
وأما الخبير فالذي لا يغرب عنه شئ ولا يفوته شئ ليس للتجربة ولا للاعتبار بالأشياء فتفيده التجربة والاعتبار علما ولولاهما ما علم لأن من كان كذلك كان جاهلا والله لم يزل خبيرا بما يخلق والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.
(104) قد جاءكم بصائر (1) من ربكم البصيرة للقلب كالبصر للبدن فمن أبصر الحق وآمن به فلنفسه أبصر لأن نفعه لها ومن عمى عن الحق وضل فعليها وباله وما أنا عليكم بحفيظ: وإنما أنا منذر والله هو الحفيظ عليكم يحفظ أعمالكم ويجازيكم عليها، وهذا كلام ورد على لسان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
(105) وكذلك نصرف الآيات مثل ذلك التصريف نصرف وهو إجراء المعنى الدائر في المعاني المتعاقبة من الصرف وهو نقل الشئ من حال إلى حال وليقولوا درست: أي (وليقولوا درست) صرفنا، واللام للعاقبة، والدرس: القراءة والتعلم، وقرئ (دارست) أي دارست أهل الكتاب وذاكرتهم، ودرست: من الدروس أي: قدمت هذه الآيات، وعفت كقولهم: (أساطير الأولين).
القمي: كانت قريش تقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الذي تخبرنا من الأخبار تتعلمه من علماء اليهود وتدرسه. ولنبينه: (اللام) هنا على أصله، لأن التبيين مقصود التصريف، والضمير للآيات باعتبار المعنى. لقوم يعلمون: فإنهم المنتفعون به.

1 - قوله بصائر من ربكم أي حجج بينة واحدها بصيرة وهي الدلالة التي يستبصرها الشئ على ما هو به وهو نور.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست