ألمها وقرأ بهما حيث وقع فقد مس القوم قرح مثله يعني ان أصابوا منكم فقد أصبتم منهم وتلك الأيام أوقات النصر والغلبة نداولها بين الناس نصرفها بينهم نديل لهؤلاء تارة ولهؤلاء أخرى كما قيل فيوما علينا ويوما لنا ويوما نساء ويوما نسر وليعلم الله الذين آمنوا نداولها ليكون كيت وكيت ومن المصالح وليتميز الثابتون على الإيمان من الذين على حرف ويعلم الله ذلك حين يشاهده الناس كما يعلمه من قبل ومن بعد ويتخذ منكم شهداء ويكرم أناسا منكم بالشهادة والله لا يحب الظالمين اعتراض فيه تنبيه على أنه لا ينصرهم على الحقيقة وإنما يديل لهم أحيانا استدراجا لهم وابتلاء للمؤمنين.
(141) وليمحص الله الذين آمنوا ليطهرهم ويصفيهم من الذنوب ان كانت الدولة عليهم ويمحق الكافرين ويهلكهم ان كانت عليهم والمحق نقص الشئ قليلا قليلا.
(142) أم حسبتم بل أحسبتم يعني لا تحسبوا أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ولما يجاهد من يجاهد ويصبر من يصبر منكم.
العياشي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال إن الله هو أعلم بما هو مكونه قبل أن يكونه وهم ذر وعلم من يجاهد ممن لا يجاهد كما أنه يميت خلقه قبل أن يميتهم ولم يرهم موتهم وهم أحياء.
(143) ولقد كنتم تمنون الموت بالشهادة من قبل أن تلقوه من قبل أن تشاهدوه وتعرفوا شدته فقد رأيتموه وأنتم تنظرون معاينين له حين قتل دونكم من قتل من اخوانكم.
القمي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية أن المؤمنين لما أخبرهم الله تعالى بالذي فعل بشهدائهم يوم بدر في منازلهم في الجنة رغبوا في ذلك فقالوا اللهم أرنا قتالا نستشهد فيه فأراهم الله يوم أحد فلم يثبتوا إلا من شاء الله منهم فذلك قوله ولقد كنتم تمنون الموت الآية.
(144) وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل فيخلو كما خلوا بالموت