كثير من آيات القرآن بهم وبأوليائهم وبأعدائهم حتى أن جماعة من أصحابنا صنفوا كتبا في تأويل القرآن على هذا النحو جمعوا فيها ما ورد عنهم (عنهم السلام) في تأويل آية آية اما بهم أو بشيعتهم أو بعدوهم على ترتيب القرآن وقد رأيت منها كتابا كاد يقرب من عشرين الف بيت.
وقد روي في الكافي وفي تفسيري العياشي وعلي بن إبراهيم القمي والتفسير المسموع من الإمام أبي محمد الزكي أخبار كثيرة من هذا القبيل وذلك مثل ما رواه في الكافي عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: * (نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) *. قال: هي الولاية لأمير المؤمنين (عليه السلام).
وفي تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
يا أبا محمد إذا سمعت الله ذكر قوما من هذه الأمة بخير فنحن هم وإذا سمعت الله ذكر قوما بسوء ممن مضى فهم عدونا.
وفيه عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله (عليه السلام) سأله عن قول الله تعالى * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتب) * قال: فلما رآني أتتبع هذا وأشباهه من الكتاب. قال: حسبك كل شئ في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو في الأئمة عنوا به.
أقول: والسر فيه إنما ينكشف ويتبين ببسط من الكلام وتحقيق للمقام فنقول وبالله التوفيق: إنه لما أراد الله أن يعرف نفسه لخلقه ليعبدوه وكان لم تيسر معرفته كما أراد على سنة الأسباب إلا بوجود الأنبياء والأوصياء إذ بهم تحصل المعرفة التامة والعبادة الكاملة دون غيرهم وكان لم يتيسر وجود الأنبياء والأوصياء إلا بخلق سائر الخلق ليكون انسا لهم وسببا لمعاشهم فلذلك خلق سائر الخلق ثم أمرهم بمعرفة أنبيائه وأوليائه وولايتهم والتبري من أعدائهم ومما يصدهم عن ذلك ليكونوا ذوي حظوظ من نعيمهم ووهب الكل معرفة نفسه على قدر معرفتهم بالأنبياء والأوصياء إذ بمعرفتهم إياهم يعرفون الله وبولايتهم إياهم