التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٨
رضوان ومالك من جملة الملائكة والمستغفرين لشيعته الناجين بمحبته. قلت:
بلى. قال: فعلي بن أبي طالب (عليه السلام) إذن قسيم الجنة والنار عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورضوان ومالك صادران عن أمره بأمر الله تبارك وتعالى، يا مفضل خذ هذا فإنه من مخزون العلم ومكنونه لا تخرجه إلا إلى أهله. أقول: وقد فتح هذا الحديث بابا من العلم انفتح منه ألف باب وسيأتي له مزيد انكشاف في المقدمة الرابعة عند تحقيق القول في المتشابه وتأويله إن شاء الله.
ومن هذا القبيل خطاب الله تعالى لبني إسرائيل الذين كانوا في زمان نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) بما فعل بأسلافهم أو فعلت أسلافهم كانجائهم من الغرق وسقيهم من الحجر وتكذيبهم الآيات إلى عير ذلك وذلك لأن هؤلاء كانوا من سنخ أولئك راضين بما رضوا به ساخطين بما سخطوا به، وأيضا فإن القرآن إنما نزل بلغة العرب ومن عادة العرب أن تنسب إلى الرجل ما فعلته القبيلة التي هو منهم وان لم يفعل هو بعينه ذلك الفعل معهم.
وقد ورد ذلك بعينه في كلام السجاد (عليه السلام) حيث سئل عن ذلك، فقال: إن القرآن بلغة العرب فيخاطب فيه أهل اللسان بلغتهم أما تقول للرجل التميمي الذي قد أغار قومه على بلد وقتلوا من فيه أغرتم على بلد كذا وفعلتم كذا الحديث. وسر هذه العادة في لغتهم ما قلناه. وبهذا التحقيق انحل كثير من المشكلات والشبهات في تأويل الآيات الواردة عنهم (عليهم السلام) بل كفينا مؤنة ذكر التأويلات في ذيل تلك الآيات إذ لا يخفى بعد معرفة هذا الأصل إجراء تلك التأويلات في آية آية على أولي الألباب، إلا إنا سنأتي بنبذ منها في محالها إنشاء الله تعالى والحمد لله على ما أفهمنا ذلك وألهمناه.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413