التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٣٧
يعدون مفاخر آبائهم ومآثرهم ويذكرون أيامهم القديمة وأياديهم الجسيمة فأمرهم الله سبحانه أن يذكروه مكان ذكر آبائهم في هذا الموضع أو أشد ذكرا أو يزيدوا على ذلك بأن يذكروا نعم الله سبحانه ويعدوا آلاءه ويشكروا نعمائه لأن آبائهم وإن كانت لهم عليهم أياد ونعم فنعم الله سبحانه عليهم أعظم أياديه عندهم وأفخم ولأنه سبحانه المنعم عليهم بتلك المآثر والمفاخر على آبائهم وعليهم فمن الناس من يقول فان الناس من بين مقل لا يطلب بذكره الا الدنيا ومكثر يطلب به خير الدارين فيكونوا من المكثرين ربنا آتنا اجعل إيتاءنا ومنحتنا في الدنيا خاصة وما له في الآخرة من خلاق نصيب وحظ لأن همه مقصور على الدنيا لا يعمل للآخرة عملا ولا يطلب منها خيرا.
(201) ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة كالصحة والأمن والكفاف وتوفيق الخير وفي الآخرة حسنة كالرحمة والزلفة وقنا عذاب النار بالمغفرة والعفو.
في الكافي والعياشي عن الصادق (عليه السلام) قال رضوان الله والجنة في الآخرة والسعة في المعاش وحسن الخلق في الدنيا.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في الدنيا المرأة الصالحة وفي الآخرة الحوراء وعذاب النار المرأة السوء وقيل الحسنة في الدنيا العلم والعبادة وفي الآخرة الجنة، وعذاب النار الشهوات والذنوب المؤدية إليها.
أقول: كل ذلك أمثلة للمراد بها فلا تنافي بينها.
(202) أولئك في تفسير الامام أولئك الداعون بهذا الدعاء على هذا الوصف لهم نصيب مما كسبوا قال من ثواب ما كسبوا في الدنيا والآخرة.
أقول: وإنما قيل ما كسبوا لأن الأعمال أنفسها تتصور بصور حسنة يتنعم بها صاحبها أو بصور قبيحة يتعذب بها صاحبها كما ورد في أخبار كثيرة عن أهل العصمة وفي الحديث النبوي إنما (هي أعمالكم ترد إليكم) والله سريع الحساب يحاسب الخلائق كلهم على كثرتهم وكثرة أعمالهم في مقدار لمح البصر كما ورد في الخبر.
وفي المجمع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال معناه انه يحاسب الخلائق
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413