(206) وإذا قيل له اتق الله ودع سوء صنيعتك أخذته العزة بالإثم حملته الانفة وحمية الجاهلية على الاثم الذي يؤمر باتقائه وألزمته ارتكابه لجاجا من قولك أخذته بكذا إذا حملته عليه وألزمته إياه فيزداد إلى شره شرا ويضيف إلى ظلمه ظلما فحسبه جهنم كفته جزاء وعذابا على سوء فعله ولبئس المهاد أي الفراش يمهدها ويكون دائما فيها كذا فسرت الآيات الثلاث.
(207) ومن الناس من يشرى يبيع نفسه يبذلها لله ابتغاء مرضات الله طلبا لرضاه فيعمل بطاعته ويأمر الناس بها روت العامة عن جماعة من الصحابة والتابعين.
والعياشي وعدة من أصحابنا عن أئمتنا في عدة أخبار انها نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) حين بات على فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الغار.
وفي المجمع عن أمير المؤمنين ان المراد بالآية الرجل يقتل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أقول: يعني هي عامة وإن نزلت خاصة.
وفي تفسير الإمام (عليه السلام) هؤلاء خيار أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عذبهم أهل مكة ليفتنوهم عن دينهم فمنهم بلال وصهيب وخباب وعمار بن ياسر وأبواه والله رؤوف بالعباد روي أنه لما نام على فراشه قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرائيل ينادي بخ بخ من مثلك يا علي بن أبي طالب يباهي الله الملائكة بك.
وفي تفسير الإمام (عليه السلام) اما الطالبون لرضاء ربهم فيبلغهم أقصى أمانيهم ويزيدهم عليها ما لم يبلغه آمالهم واما الفاجرون فيرفق بهم في دعوتهم إلى طاعته ولا يقطع ممن علم أنه سيتوب عن ذنبه عظيم كرامته.
(208) يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم في الاستسلام والطاعة وقرئ