والعياشي عن الصادق (ع) فضلا من ربكم يعني الرزق إذا حل الرجل من إحرامه وقضى نسكه فليشتر وليبع في الموسم فإذا أفضتم دفعتم أنفسكم بكثرة من أفاض الماء إذا صبه بكثرة من عرفات في تفسير الامام ومضيتم إلى المزدلفة فاذكروا الله عند المشعر الحرام قال بنمائه وآلائه والصلاة على سيد أنبيائه وعلى علي سيد أصفيائه واذكروه كما هديكم لدينه والايمان برسوله وقيل أي أذكروه ذكرا حسنا كما هداكم هداية حسنة وقيل أي ذكرا يوازي هدايتكم إياه.
أقول: ليس المراد بالكاف في مثل هذا الكلام التشبيه بل المراد به تعليل الطلب بوجود ما يقتضيه وأن المطلوب ليس بغريب بل إن وقع فهو في موضعه والمعنى اذكروه بإزاء هدايته إياكم فإنه هداكم فبالحري أن تذكروه وله نظائر كثيرة في الكلام ولكنه اشتبه على كثير من الأعلام وإن كنتم من قبله من قبل الهدى لمن الضالين الجاهلين لا تعرفون كيف تذكرونه وتعبدونه.
وفي تفسير الامام: الضالين عن دينه قبل أن يهديكم لدينه.
(199) ثم أفيضوا ثم لتكن إفاضتكم من حيث أفاض الناس قيل أي من عرفات.
وفي المجمع عن الباقر (ع) كانت قريش وحلفاؤهم من الحمس لا يقفون مع الناس بعرفات ولا يفيضون منها ويقولون نحن أهل حرم الله تعالى فلا نخرج من الحرم فيقفون بالمشعر ويفيضون منه فأمرهم الله أن يقفوا بعرفات ويفيضوا منه.
والعياشي عن الصادق (عليه السلام) مثله في عدة أخبار.
وعنه (عليه السلام) يعني بالناس إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ومن بعدهم ممن أفاض من عرفات.
وفي الكافي عن الحسين نحن الناس، وعن الصادق (عليه السلام) في حديث حج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ثم غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع ويمنعون الناس أن يفيضوا منها فأقبل رسول الله (صلى