وعنه (عليه السلام) أن العبد ليدعو فيقول الله للملكين قد استجبت له ولكن احبسوه بحاجته فاني أحب أن أسمع صوته وإن العبد ليدعو فيقول الله تبارك وتعالى عجلوا له حاجته فاني أبغض صوته.
والقمي عنه (عليه السلام) أنه قيل له إن الله تعالى يقول: ادعوني أستجب لكم وإنا ندعوه فلا يستجاب لنا فقال لأنكم لا توفون بعهده الله وان الله يقول: * (أوفوا بعهدي أوف بعهدكم) * والله لو وفيتم لله لوفى لكم.
وفي الكافي عنه (عليه السلام) أن من سره أن يستجاب دعوته فليطيب مكسبه.
وروي عنه (عليه السلام) إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاء فلييأس من الناس كلهم ولا يكون له رجاء إلا عند الله عز وجل فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأله شيئا إلا أعطاه ويأتي حديث آخر في هذا الباب في سورة المؤمن انشاء الله.
(187) أحل لكم ليلة الصيام أي الليلة التي تصبح منها صائما الرفث إلى نسائكم كنى به عن الجماع لأنه قلما يخلو عن رفث وهو الا فصاح بما يجب أن يكنى عنه وعدى بالى لتضمنه معنى الإفضاء هن لباس لكم وأنتم لباس لهن استيناف يبين سبب الا حلال وهو قلة الصبر عنهن وصعوبة اجتنابهن لكثرة المخالثة وشدة الملابسة علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم من الخيانة كالاكتساب من الكسب وهو أبلغ منها أي تظلمونها بتعريضها للعقاب وتنقيص حظها من الثواب فتاب عليكم لما تبتم ورخص لكم وأزال التشديد عنكم وعفا عنكم محى أثره عنكم فالآن باشروهن كنى بالمباشرة عن الجماع وهي الصاق البشرة بالبشرة وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا قيل يعني اطلبوا ما قدر لكم وأثبته في اللوح من الولد بالمباشرة أي لا تباشروا لقضاء الشهوة وحدها ولكن لابتغاء ما وضع الله النكاح له من التناسل وقيل وابتغوا ما كتب الله لكم من الإباحة بعد الحظر فان الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر شبه أول ما يبدو من الفجر المعترض في الأفق