الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٤٤٠
قوله تعالى (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا) قال: فإن قلت: أي فرق بين قوله - فلم يك ينفعهم إيمانهم - وبينه لو قيل: فلم ينفعهم؟ وأجاب بأن معنى كان هنا معناها في قوله - ما كان لله أن يتخذ من ولد - بمعنى فلم يستقم ولم يصح أن ينفعهم إيمانهم اه‍ كلامه. قلت: كان الذي ثبت التصرف فيها بإجراء نونها مجرى حروف العلة حتى حذفت للجازم هي كان الكثير استعمالها المكرر دورانها في الكلام، وأما كان هذه فليست كثيرة التصرف حتى يتسع فيها بالحذف بل هي مثل صان وحان في القلة فالأولى بقاؤها على بابها المعروف، وفائدة دخولها في هذه الآية وأمثالها المبالغة في نفى الفعل الداخلة عليه بتعديد جهتي نفيه عموما باعتبار الكون وخصوصا باعتباره في هذه الآية مثلا فكأنه نفى مرتين، والله أعلم.
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 437 438 440 441 442 443 444 445 ... » »»