الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٤٤٣
قوله تعالى (قل إنما أنا بشر مثلكم) الآية، قال: فإن قلت: كيف كان هذا جوابا لما تقدمه؟ وأجاب بما نلخصه فنقول: لما أبوا القبول منه عليه الصلاة والسلام كل الإباء بدأهم بإقامة الحجة على وجوب القبول منه، فإنه بشر مثلكم لا قدرة له على إظهار المعجزات التي ظهرت، وإنما القادر على إظهارها هو الله تعالى تصديقا له عليه الصلاة والسلام. ثم بين لهم بعد قيام الحجة عليهم أهم ما بعث به وهو التوحيد، واندرج تحت الاستقامة جميع تفاصيل الشرع، وتمم ذلك بإنذارهم على ترك القبول بالويل الطويل.
قوله تعالى (وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة) قال فيه: فإن قلت: لم خص الزكاة؟ وأجاب بأن أحب الأشياء إلى الإنسان ما له وهو شقيق روحه، فبذله مصداق لاستقامته ونصوع طويته، وما خدع المؤلفة قلوبهم إلا بلمظة من الدينا، وأهل الردة ما تظاهروا إلا بمنع الزكاة فنصبت لهم الحرب وجوهدوا اه‍ كلامه. قلت: كلام حسن بعد تبديل قوله وما خدع المؤلفة، فإن استعماله الخداع غير لائق لأنهم إنما تألفهم عليه الصلاة والسلام على الإيمان من قبيل الملاطفة ودفع السيئة بالحسنة، وما نحا هذا النحو.
(٤٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 440 441 442 443 444 445 446 447 448 ... » »»