الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٣٠٠
إثبات خالق غير الله لكنه لا يرزق، وهؤلاء الكفرة قد تبرءوا عن ذلك فلا وجه لتقريعهم بما يلائم قولهم هذا ترجيح الوجه الثالث من حيث مقصود سياق الآية، وأما من حيث النظم اللفظي فلأن الجملتين اللتين هما قوله:
يرزقكم، وقوله: لا إله إله إلا هو، سيقتا سياقا واحدا، والثانية مفصولة اتفاقا مما تقدم فكذلك: وزينتها.
قوله تعالى (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا) الآية. قال (معناه: ولا يقولن لكم الشيطان اعملوا ما شئم فإن الله غفور يغفر كل كبيرة ويعفو عن كل خطيئة) قال أحمد: هو يعرض بأهل السنة في اعتقادهم جواز مغفرة الكبائر للموحد وإن لم يكن توبة، وهذا لا يناقض صدق وعده تعالى لان الله تعالى حيث توعد على الكبائر قرن الوعد بالمشيئة في مثل قوله لهم - إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - فهم إذا مصدقون بوعد الله تعالى موقنون به على حسب ما ورد.
(٣٠٠)
مفاتيح البحث: التصديق (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 297 299 300 308 309 313 314 315 ... » »»