الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٢٨٩
بالعبادة ومن الذين يشركون به الجماد الذي لا يوصف بالقدرة على ذرة لعلى أحد الامرين والضلال، وهذا من كلام المنصف الذي كل من سمعه من مرافق أو مخالف قال للمخاطب به قد أنصفك صاحبك، والتعريض أفضل بالمجادل إلى الغرض وأهجم به على الغلبة مع قلة شغب الخصم وفل شوكته بالهوينا، ونحوه قول الرجل لصاحبه: الله يعلم الصادق منى ومنك وإن أحدنا لكاذب، ومنه قول حسان:
أتهجوه ولست له بكفء * فشركما لخيركما الفداء) قال أحمد: وهذا تفسير مهذب وافتتان مستعذب رددته على مسعي فزاد رونقا بالترديد واستعاده الخاطر كأني بطئ الفهم حين يفيد، ولا ينبغي أن ينكر بعد ذلك على الطريقة التي أكثر تعاطيها متأخرو الفقهاء في مجادلاتهم ومحاوراتهم وذلك قولهم أحد الامرين لازم على الابهام، فهذا المسلك من هذا الوادي غير بعيد فتأمله، والله الموفق.
قوله تعالى (قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون) قال (وهذا القول أدخل في الانصاف من الأول حيث أسند الاجرام إلى النفس وأراد به الزلات والصغائر التي لا يخلو عنها مؤمن، وأسند العمل إلى المخاطبين وأراد به الكفر والمعاصي والكبائر) قال أحمد: فعبر عن الهفوات بما يعبر به عن العظائم، وعن العظائم بما يعبر به عن
(٢٨٩)
مفاتيح البحث: الخصومة (1)، الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 265 274 278 288 289 290 297 299 300 308 ... » »»