الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٢٧٦
قوله تعالى (قال إني أشهد الله واشهدوا أنى برئ مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون) قال (فإن قلت: هلا قيل أشهد الله وأشهدكم الخ) قال أحمد: وتلخيص ما قاله أن صيغة الخبر لا تحتمل سوى الإخبار بوقوع الإشهاد منه، فلما كان إشهاده لله واقعا محققا عبر عنه بصيغة الخبر لأنه إشهاد صحيح ثابت، عبر في جانبهم بصيغة الأمر التي تتضمن الاستهانة بدينهم وقلة المبالاة بهم وهو مراده في هذا المقام معهم، ويحتمل أن يكون إشهاده لهم حقيقة والغرض إقامة الحجة عليهم، وإنما عدل إلى صيغة الأمر عن صيغة الخبر للتمييز بين خطابه لله تعالى وخطابة لهم بأن يعبر عن خطاب لله تعالى بصيغة الخبر التي هي أجل وأوقر للمخاطب من صيغة الأمر والله الموفق للصواب.
(٢٧٦)
مفاتيح البحث: الشهادة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 276 278 279 280 281 285 ... » »»