الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٢٧١
ولا معصوم إلا راحم. فالأولان استثناء من الجنس والآخران من غير الجنس، وزاد الزمخشري خامسا وهو لا عاصم إلا مرحوم على أنه من الجنس بتأويل حذف المضاف تقديره:: لامكان عاصم إلا مكان مرحوم، والمراد بالمنفى التعريض بعدم عصمة الجبل، وبالمثبت التعريض بعصمة السفينة، والكل جائز وبعضها أقرب من بعض، والله أعلم.
قوله تعالى (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين) قال (نداء الأرض والسماء بما ينادى به العاقل الخ) قال أحمد: ومن هذا النمط في السكوت عن ذكر الموصوف اكتفاء بصفاته لانفراده بها السكوت عن ذكر الأوصاف أحيانا اكتفاء بذكر الموصوف لتبينه بها وتوحده فيها، وأنه متى ذكر فكأنها قد ذكرت بذكره في مثل قوله - وهو الله في السماوات وفى الأرض - الآية، والمراد وهو الله الموصوف بصفات الكمال المشهود بها في العالمين، ومنه * أنا أبو النجم وشعري * ولقد تحيل الشعراء على التعلق بأذيال هذه المعاني اللطيفة فقال أبو الطيب يمدح عضد الدولة:
لا تحمدنها واحمدن هماما إذ لم يسم حامد سواكا يعنى لا تمدح نفسك فإنك المنفرد بالممادح، وحتى إذا ذكرت ولم يسم المعنى بها لم يسبق إلى ذهن أحد غيرك لتفردك بها.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 270 271 272 273 274 276 278 ... » »»