الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٢٧٣
قوله تعالى (إنه عمل غير صالح) قال (فهلا قيل إنه عمل فاسد؟ قلت: لما نفاه عن أهله نفى عنه الخ) قال أحمد: ولهذا المعنى والله أعلم قيل له عليه الصلاة السلام - وأنذر عشيرتك الأقربين - وإن كان مأمورا بالانذار على العموم، ولكن لما كانت أهلية النبي عليه الصلاة والسلام مظنة الاتكال والفتور عن العمل خص أهله بالإنذار إيذانا بذلك، والله أعلم، ولهذا لما أنزلت أنذرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال - إني لا أملك لكم من الله شيئا - أو قال ذلك لكل واحد منهم بخصوصه.
قوله تعالى (فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) قال (فإن قلت: قدو عده الله أن ينجى أهله وما كان عنده الخ) قال أحمد: وفى كلام الزمخشري ما يدل على أنه يعتقد أن نوحا عليه السلام صدر منه ما أوجب نسبة الجهل إليه ومعاتبته على ذلك، وليس الأمر كما تخيله الزمخشري. ونحن نوضح الحق في الآية منزلا على نصها مع تنزيه نوح عليه السلام مما توهم الزمخشري نسبته إليه فنقول: لما وعد نوح أولا تنحية
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 270 271 272 273 274 276 278 279 280 ... » »»