الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٢٨٠
قوله تعالى (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط) الآية. قال قيل إنه كان ينزل في طرف من الأرض فخاف أن يريدوا به مكروها الخ) قال أحمد: وقد وردت قصة إبراهيم هذه في ثلاثة مواضع: هذا أحدها، وهو دال على أنه إنما أوجس منهم خيفة لعلمه أنهم ملائكة وعدم علمه فيم جاءوا. الثاني في الحجر قوله - ونبئهم من ضيف إبراهيم - إلى قوله - لا توجل إنا نبشرك - فلم يطمئنوا باعلامه أنهم ملائكة ولكن بأنهم مبشرون له، فدل على استشعارهم أنه علم كونهم ملائكة ووجل مما جاءوا فيه. الثالث في الذاريات - فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه - فهو أيضا كذلك، وأما لوط فلم يشعر إنهم ملائكة حتى أعلموه بذلك، ألا ترى إلى قوله تعالى - قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك - فأول ما أعلموا به أنهم رسل، فالفرق بين هذه الآية وبين آي إبراهيم مصداق لأن إبراهيم علم كونهم ملائكة ولوطا لم يعلم ذلك، ولا يبعد من فضل إبراهيم على لوط أن يبعد على فراسته أن يعلم أنهم ملائكة دون لوط عليها السلام. عاد كلامه، قال (ومعنى أوجس أضمر وإنما قالوا لا تخف لأنهم رأوا أثر الخوف الخ) قال أحمد: وهذا التأويل وهم فيه الزمخشري والله أعلم
(٢٨٠)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 276 278 279 280 281 285 286 287 288 ... » »»