الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٢٨٥
قوله تعالى (ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم) قال (إن قلت: النهى عن النقصان أمر بالإيفاء الخ) قال أحمد: ولمن قال إن الأمر بالشئ ليس نهيا عن ضده أن يستدل بهذه الآية، فإن الأمر لو كان عين النهى عن الضد لكان وروده عقيبه تكرارا، وفى كلام الزمخشري ما يدل على أنه وهم، فاعتقد أن النهى في الآية قبل الأمر وذلك سهو وغفلة، وكل مأخوذ من قوله ومتروك إلا المعصوم، وأما قوله إن الإيفاء حسن في العقول فتفريغ على قاعدة التحسين والتقبيح، وقد سبق بطلانها وبينا أن التحسين والتقبيح موظفان من الشرع ولا مجال للعقل في حكم سمعي.
قوله تعالى (بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) قال (بقية الله ما يبقى لكم من الحلال الخ) قال أحمد: المنقول عن المعتزلة أن الكفار غير مخاطبين بفروع الشريعة لأنها ولا أمرا، وقد جوز بعضهم خطابهم بالنهى. وهذه الآية
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 278 279 280 281 285 286 287 288 289 290 ... » »»