الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٢٧٢
قوله تعالى (قال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين) قال (أي إعلم الحكام وأعدلهم لأنه لافضل لحاكم على غيره إلا بالعلم الخ) قال أحمد: ثم حدث بعد الزمخشري ترفع عن اقضى القضاة إلى قاضى القضاة، والذي تلاحظوا به في ارتفاع هذه الثانية على الأولى أن الأولى تقتضى مشاركة القضاة لأقضاهم في الوصف، وأن يزاد عليهم فترفعوا أن يشركهم أحد في وصفهم ممن دونهم في المنصب، فعدلوا عما يشاركون فيه إلى ما ليس كذلك، فأفردوا رئيسهم بتلقيبه بقاضي القضاة، أي هو الذي يقضى بين القضاة ولا يشاركه منهم أحد في وصفه، وجعلوا الذي يليه في الرتبة أقضى القضاة إلا أنهم إنما يعنون قاضى قضاة زمانه أو إقليمه، وإذا جاز أن يطلق على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أقضى قضاة الصحابة في زمانه كما أطلقه عليه النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال (أقضاكم على) فدخل في المخاطبين القضاة: وغيرهم، فلا حرج إن شاء الله إن يطلق على أعدل قضاة الزمان أو الإقليم وأعلمهم قاضى القضاة وأقضى القضاة: أي قضاة زمانه وبلده، وكل قرن ناجم في زمن فهو شبيه زمن فيه بدا هذا اللقب.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 270 271 272 273 274 276 278 279 ... » »»