تعالى بذلك غاية المدحة بدليل قوله تعالى: * (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) * (1) وهي خاصة به دون غيره.
ومن حصلت له محبة الله تعالى تعالى فقد فاز بأمر لا يدانيه فيه غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو مختص بمحبة الله تعالى زيادة على سائر خلقه تعالى.
ومنها قوله تعالى: * (وإذ أخذ ربك من بنى ادم من ظهورهم ذريتهم) * (2).
وفسر ذلك بأن الله تعالى قال للملائكة: ألست بربكم؟ فقالت الملائكة: بلي، فقال تبارك وتعالى: وأنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم، وذلك قبل أن يخلق أحد من بني آدم، لأنه قال: وآدم بين الروح والجسد.
وإذا كان [علي] عليه السلام قد سمي بأمير المؤمنين قبل خلق بني آدم واختص بالامارة على الملائكة قبل بني آدم، فقد وجب له ولاء الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حيث قرن تعالى ذكر بذكره وذكر رسوله.
وهذا ما لا مزيد عليه في الاجتباء ولا نظير له في الاصطفاء * (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) * (3).
ومن ذلك قوله تعالى: * (وصالح المؤمنين) * (4) فقد قرنه تعالى في نصرة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى: * (فان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) * وجب له ولاء الأمة بعد نبيها لموضع وجوب الاقتداء بالصالحين بدليل قوله تعالى: * (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما