خصائص الوحي المبين - الحافظ ابن البطريق - الصفحة ١٨٧
وبدليل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " علي مني وأنا من علي " (1) وقد تقدم بيان ذلك مستوفى.
ومنها قوله سبحانه وتعالى: * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) * (2) واختصاص هذه الآية بهم غير مختلف فيه.
ويدل على صحة ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام وقسمه بالله تعالى على ذلك وقوله: " لتعطفن عليكم هذه الآية " بعد القسم.
يوضح ذلك ويزيده بيانا قوله عليه السلام: " من أراد أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم فإنا منذ خلق السماوات والأرض على سنة موسى وأشياعه وإن عدونا منذ خلق الله السماوات والأرض على سنة فرعون وأشياعه ".
وسنة موسى وأشياعه لم تكن منذ خلق الله السماوات والأرض ولا سنة فرعون وأشياعه أيضا، وإنما هذا القول منه صلى الله عليه وآله وسلم على سبيل المبالغة مثل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
" خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشرة الف عام، فلم يزل في شئ واحد، يسبح الله ذلك النور ويقدسه، فلما خلق الله تعالى آدم أسكن ذلك النور في صلبه إلى أن افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء في صلب عبد الله وجزء في صلب أبي طالب (3).
[هكذا] ذكره أحمد بن حنبل.

١ - ينظر مسند أحمد ٤ / ١٦٥، ٥ / ٣٥٦، ٤ / ٤٣٧، فضائل الصحابة ٢ / ٥٩٤ و ٦٥٦.
٢ - سورة النور: ٢٤ / ٥٥.
٣ - فضائل الصحابة 2 / 662 ونظيره في مناقب ابن المغازلي / 87.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست