خصائص الوحي المبين - الحافظ ابن البطريق - الصفحة ١٨٥
عن أبي صادق، عن حنش: أن عليا عليه السلام قال: من أراد أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم، فإنا منذ خلق الله السماوات والأرض على سنة موسى عليه السلام وأشياعه، وإن عدونا منذ خلق الله السماوات والأرض على سنة فرعون وأشياعه، وإني أقسم بالذي فلق الحبة وبرئ النسمة وأنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وآله وسلم صدقا وعدلا لتعطفن عليكم هذه الآية: * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات) * (1).
قال يحيى بن الحسن: واعلم أن هذا الفصل قد جمع أشياء كلها توجب لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه الولاء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
منها قوله سبحانه وتعالى: * (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) * (2) لأنه لما قال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: " إن فيك مثلا من عيسى " عظم ذلك على قوم من أصحابه وأقاربه، فقالوا: عيسى خير منه لان عيسى بالأمس كنا نتخذه إلها.
فلما سمع الله تعالى مقالة القوم أكبرها سبحانه وتعالى وأنكرها بدليل قوله تعالى: * (إذا قومك منه يصدون. وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون) * (3) فجعل قولهم جدلا وجعلهم خصمين أدل دليل على انكار مقالتهم.
ثم أوضح تعالى عن حقيقة إنكار قولهم بقوله تعالى: * (إن هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل) * (4).

(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست