خصائص الوحي المبين - الحافظ ابن البطريق - الصفحة ١٥٦
ورجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجبنه أصحابه ويجبنهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخذته الشقيقة (1) فلم يخرج إلى الناس، فأخذ أبو بكر راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم نهض يقاتل ثم رجع، فأخذها عمر فقاتل ثم رجع، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال: أما والله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة وليس ثم علي.
فلما كان الغد تطاول لها أبو بكر وعمر ورجال من قريش، رجا كل واحد أن يكون صاحب ذلك.
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله ابن الأكوع إلى علي عليه السلام، فدعاه فجاء على بعير له، أناخ (2) قريبا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو أرمد، قد عصب بشقة برد قطري (3) عينه.
قال سلمة: فجئت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
مالك؟ [قال:] قد رمدت، فقال: أدن مني، فدنا منه فتفل في عينيه فما شكى وجعهما بعد حتى مضى لسبيله، ثم أعطاه الراية وعليه حلة ارجوان حمراء (4) قد أخرج كميها فأتى مدينة خيبر فخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر مصفر (5) وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه، وهو يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب (6)

١ - الشقيقة: نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس والى أحد جانبيه - النهاية 2 / 493.
2 - أناخ الجمل: أبركه. برك البعير: ناخ في موضع فلزمه - مجمع البحرين.
3 - البرود القطرية: حمر لها اعلام فيها بعض الخشونة - لسان العرب وعصب فلانا بالسيف مثل عممه به.
4 - ارجوان معرب ارغوان: شديد الحمرة.
5 - اي صبغ بالعصفر، والعصفر: نبات بأرض العرب، منه ريفي ومنه بري.
6 - الشاكي في الأصل: الأسد، وفلان شاكي السلاح اي ذو شوكة وحدة في سلاحه.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست