خصائص الوحي المبين - الحافظ ابن البطريق - الصفحة ١٤٤
يزيده بيانا قوله تعالى: * (ولكل قوم هاد) * وهذا عام في كافة الناس، فثبت له الانذار بالوحي العزيز ولذريته أيضا إلى آخر انقطاع التكليف بدليل قوله تعالى:
* (ولكل قوم هاد) *.
ومنها قوله تعالى: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * (1) فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بينة من ربه، وعلي عليه السلام الشاهد.
فلو كان لفظ " الشاهد " في الذكر العزيز مطلقا على سبيل العموم لشرك عليا عليه السلام غيره في كونه شاهدا، فلما أراد تعالى إفراد أمير المؤمنين عليه السلام بالإمامة، خصص ذلك العموم بقوله تعالى: * (شاهد منه) * فهذا التخصيص أوجب له الإمامة.
وأبان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان هذه الآية إنما أتت لتخصيصه بالإمامة بما قد نطق [به] الخبر الصحيح.
فمن ذلك ما ذكره البخاري في الجزء الرابع من صحيحه من أجزاء الثمانية قريبا من آخره في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالاسناد المقدم قال البخاري وقال عمر: توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو عنه راض (2) وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
أنت مني وأنا منك (3).
وقد ذكر أيضا ذلك أحمد بن حنبل في مسنده من رواية ابن آدم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي (4).

١ - سورة هود: ١١ / ١٧.
٢ و ٣ - يراجع صحيح البخاري ٥ / 18 باب مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام.
4 - ينظر فضائل لصحابة 2 / 594، مسند أحمد 4 / 165، صحيح الترمذي 5 / 636، مناقب ابن المغازلي / 221، مناقب الخوارزمي / 134.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست