تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٩٦
ويقال للكدس من الطعام: عرمة، والمراد: المسناة التي عقدوها سكرا. وقيل:
العرمة اسم واد كان يجتمع فيه السيول (1)، وقيل: العرم: المطر الشديد (2). وقرئ:
(أكل) بالضم والسكون (3)، وبالتنوين والإضافة (4)، ومن نون فالأصل. ذواتي أكل أكل خمط، فحذف " أكل " المضاف، أو: وصف الأكل بالخمط، فكأنه قال:
ذواتي أكل بشع، ومن أضاف فكأنه قال: ذواتي برير (5)، لأن أكل الخمط في معنى البرير، و " الأثل " و " السدر " معطوفان على (أكل) لا على (خمط)، لأن الأثل لا أكل له، وتسمية البدل (جنتين) لأجل المشاكلة، وفيه ضرب من التهكم، وعن الحسن: قلل السدر لأنه أكرم ما بدلوا (6). وقرئ: (وهل نجزى) بالنون (7)، والمعنى: ومثل هذا الجزاء لا يستحقه إلا الكافر، وهو العقاب العاجل.
(وجعلنا بينهم وبين) قرى الشام (التي بركنا فيها) بالماء والشجر (قرى ظهرة) متواصلة، يرى بعضها من بعض لتقاربها، فهي ظاهرة لأعين الناظرين، أو راكبة متن الطريق ظاهرة للسائلة (8)، (وقدرنا فيها السير) من القرية إلى القرية مقدارا واحدا، كان الغادي منهم يقيل في قرية، والرائح يبيت في قرية إلى أن يبلغ الشام، لا يخاف جوعا ولا عطشا ولا عدوا، ولا يحتاج إلى حمل زاد ولا ماء.

(١) قاله ابن عباس وقتادة والضحاك. راجع تفسير الطبري: ج ١٠ ص ٣٦٢.
(٢) وهو قول ابن عباس أيضا. راجع تفسير القرطبي: ج ١٤ ص ٢٨٦.
(3) وبسكون الكاف قرأه نافع وابن كثير وعباس عن أبي عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 528.
(4) وبالإضافة هي قرارة أبي عمرو وحده. راجع المصدر السابق.
(5) البرير: ثمر الأراك، واحدتها بريرة. (الصحاح: مادة برر).
(6) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 576.
(7) الظاهر من العبارة أن المصنف يميل إلى القراءة بالياء هنا، وهي قراءة الجمهور الا الكوفيين فقد قرؤوها بالنون.
(8) في نسخة: " للسابلة ".
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»