تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٩٨
قال: ﴿لاحتنكن ذريته إلا قليلا﴾ (١) ﴿ولا تجد أكثرهم شاكرين﴾ (٢) ﴿ولاغوينهم أجمعين﴾ (3)، والضمير في (عليهم) يعود إلى أهل سبأ، وقيل: يعود إلى الناس كلهم إلا من أطاع الله (4) وذلك قوله: (إلا فريقا من المؤمنين).
(وما كان له عليهم من سلطن إلا لنعلم من يؤمن بالأخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شىء حفيظ (21) قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير (22) ولا تنفع الشفعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير (23) قل من يرزقكم من السموات والارض قل الله وإنآ أو إياكم لعلى هدى أو في ضلل مبين (24) قل لا تسئلون عمآ أجرمنا ولا نسئل عما تعملون (25)).
أي: لم يكن لإبليس عليهم من سلطنة واستيلاء يتمكن بها من إجبارهم على الغي والضلال، كما قال: (وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم) (5) وتمكينه من الاستغواء بالوسوسة لغرض صحيح وحكمة بالغة، وذلك أن يتميز المؤمن بالآخرة من الشاك فيها، وعلل ذلك بالعلم والمراد ما تعلق به العلم، والحفيظ: المحافظ، وفعيل ومفاعل متأخيان.
وأحد مفعولي (زعمتم) الضمير المحذوف الراجع منه إلى الموصول،

(١) الإسراء: ٦٢.
(٢) الأعراف: ١٧.
(٣) الحجر: ٣٩.
(٤) قاله مجاهد كما في تفسير القرطبي: ج ١٤ ص ٢٩٢.
(5) إبراهيم: 22.
(٩٨)
مفاتيح البحث: الفزع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»