تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٩٤
وهو قراءة أبي (1)، ويكون الضمير في (كانوا) للجن في قوله: (ومن الجن من يعمل بين يديه) أي: علمت الإنس أن لو كان الجن يصدقون فيما يوهمونهم من علمهم الغيب ما لبثوا، وفي قراءة ابن مسعود: " تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون " (2). وكان عمر سليمان ثلاثا وخمسين سنة، وملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فمدة ملكه أربعون سنة.
(لقد كان لسبإ في مسكنهم ءاية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور (15) فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلنهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط وأثل وشىء من سدر قليل (16) ذلك جزينهم بما كفروا وهل نجزى إلا الكفور (17) وجعلنا بينهم وبين القرى التي بركنا فيها قرى ظهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما ءامنين (18) فقالوا ربنا بعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلنهم أحاديث ومزقنهم كل ممزق إن في ذلك لأيت لكل صبار شكور (19) ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين (20)) سبأ: أبو عرب اليمن كلهم (في مسكنهم) أي: بلدهم. وقرئ: " مساكنهم " (3) (جنتان) بدل من (ءاية) أو خبر مبتدأ محذوف، أي: الآية جنتان، ومعنى كونهما آية: أن أهلهما أعرضوا عن شكر الله عليهما فخربهم (4) الله وأبدلهم عنهما الخمط

(1) نسبها إليه الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 574.
(2) أنظر المصدر السابق.
(3) قرأه ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 528.
(4) في بعض النسخ: " فخربهما ".
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»