تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٩١
السمآء إن في ذلك) النظر إلى السماء والأرض والفكر فيهما لدلالة (لكل عبد) مطيع لله راجع إليه. وقرئ: (إن نشأ) (نخسف) و (نسقط) بالياء (1) والنون في الجميع، وأدغم الكسائي الفاء في الباء في (نخسف بهم) (2) وليس بقوي.
(ولقد ءاتينا داوود منا فضلا يجبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد (10) أن اعمل سبغت وقدر في السرد واعملوا صلحا إنى بما تعملون بصير (11) ولسليمن الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير (12) يعملون له ما يشآء من محريب وتمثيل وجفان كالجواب وقدور راسيت اعملوا ءال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور (13) فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ى إلا دآبة الارض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (14)) (يا جبال) إما أن يكون بدلا من (فضلا) وإما من (آتينا) بتقدير قولنا: يا جبال، أو قلنا: يا جبال (أوبي) من التأويب، أي: رجعي معه التسبيح، ويجوز أن يكون الله سبحانه خلق فيها تسبيحا كما خلق الكلام في الشجرة، فيسمع من الجبال التسبيح كما يسمع من المسبح؛ معجزة لداود. وقرئ: (والطير) رفعا (3) ونصبا عطفا على لفظ الجبال ومحلها. وجوزوا أن ينتصب بالعطف على (فضلا) بمعنى: وسخرنا له الطير، وعلى (4) أنه مفعول معه، (وألنا له الحديد) وجعلناه له

(١) قرأهن بالياء جميعا حمزة والكسائي. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٦٢٢.
(٢) أنظر المصدر السابق.
(٣) قرأه الأعرج وعبد الوارث عن أبي عمرو. راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص 122.
(4) في نسخة: " أو على ".
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»