لينا كالطين والشمع يصرفه بيده كيف شاء من غير نار ولا ضرب بمطرقة.
(أن اعمل سابغات) أي: دروعا واسعة صافية، وهو أول من اتخذها، وكانت قبل صفائح (وقدر في السرد) أي: في نسج الدروع، فلا تجعل مساميرها دقاقا فتغلق، ولا غلاظا فتقصم الحلق (واعملوا) الضمير لداود وأهله (و) سخرنا (لسليمن الريح) وقرئ: " الريح " بالرفع (١)، أي: ولسليمان الريح مسخرة، أو: وله تسخير الريح (غدوها شهر) جريها بالغداة مسيرة شهر، وجريها بالعشي كذلك (وأسلنا له عين القطر) أي: أذبنا له معدن النحاس وأظهرناه له، ينبع كما ينبع الماء من العين، ولذلك سماه: " عين القطر " تسمية بما آل إليه، كما قال: ﴿إني أراني أعصر خمرا﴾ (2)، (و) سخرنا له (من الجن من يعمل) بحضرته ما يأمرهم به من الأعمال (ومن يزغ) أي: ومن يعدل منهم عما أمرناهم به من طاعة سليمان (نذقة من عذاب السعير) في الآخرة، وقيل: في الدنيا، وقد وكل الله به ملكا بيده سوط يضربه ضربة تحرقه (3).
والمحاريب: البيوت الشريفة، وقيل: هي المساجد والقصور يتعبد فيها (4)، (وتمثيل) قيل: كانت غير صور الحيوان، كصور الأشجار وغيرها، لأن التماثيل:
كل ما صور على صورة غيره من حيوان وغير حيوان (5)، وروي ذلك عن الصادق (عليه السلام) (6). وروي أنهم عملوا له أسدين في أسفل كرسيه ونسرين فوقه،