تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٨٤
برص أو أدرة (1)، فأطلعهم الله على أنه بريء منه (2). (وجيها) ذا جاه ومنزلة عنده، فلذلك كان يميط عنه التهم، ويحافظ عليه لئلا يلحقه وصم (3)، كما يفعل الملوك بمن له عندهم وجاهة، والمعنى: (فبرأه الله) من قولهم أو من مقولهم، فيكون " ما " مصدرية أو موصولة. والمراد بالقول أو المقول مضمونه ومؤداه، وهو الأمر المعيب، كما سموا السبة (4) بالقالة، والقالة بمعنى القول.
(يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا (70) يصلح لكم أعملكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما (71) إنا عرضنا الأمانة على السموات والارض والجبآل فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا (72) ليعذب الله المنفقين والمنفقت والمشركين والمشركت ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنت وكان الله غفورا رحيما (73)) (قولا سديدا) أي: قاصدا إلى الحق، والسداد: القصد إلى الحق والقول بالعدل (5)، يقال: سدد السهم نحو الرمية، كما قالوا: سهم قاصد. وقيل: إن المراد نهيهم عما خاضوا فيه من حديث زينب من غير عدل في القول (6)، وهو البعث على أن يسد قولهم في كل باب، لأن حفظ اللسان وسداد القول رأس الخير كله.

(1) الأدرة: نفخة في الخصية، يقال: رجل آدر بين الأدرة. (الصحاح: مادة أدر).
(2) ما رواه الطبري في تفسيره: ج 10 ص 337 باسناده إلى أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبه قال سعيد.
(3) الوصم: العيب والعار. (الصحاح: مادة وصم).
(4) يقال: صار هذا الأمر سبة عليه أي: عارا. (لسان العرب: مادة سبب).
(5) في نسخة: " القول العدل ".
(6) قاله الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 564.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 87 88 89 90 ... » »»