تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٨٢
إلا زمانا قليلا، فسمى ذلك عن إغراء وهو التحريش (1) على سبيل المجاز.
(ملعونين) نصب على " الشتم " أو الحال، أي: (لا يجاورونك) إلا ملعونين.
دخل حرف الاستثناء على الظرف والحال معا، كما مر ذكره في قوله: (إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير نظرين إناه) (2) وقيل: إن (قليلا) منصوب على الحال أيضا، أي: أقلاء أذلة (3)، و (لا يجاورونك) عطف على (لنغزينك)، فهو جواب آخر للقسم.
(سنة الله) مصدر مؤكد، أي: سن الله في الذين ينافقون الأنبياء أن يقتلوا أينما ثقفوا.
(يسئلك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا (63) إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا (64) خالدين فيهآ أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا (65) يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يليتنآ أطعنا الله وأطعنا الرسولا (66) وقالوا ربنآ إنآ أطعنا سادتنا وكبرآءنا فأظلونا السبيلا (67) ربنآ ءاتهم ضعفين من ا لعذاب وا لعنهم لعنا كبيرا (68) يأيها الذين ءامنوا لا تكونوا كالذين ءاذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها (69)) كان المشركون يسألون (عن الساعة) ووقت قيامها استعجالا على سبيل الإنكار والهزء، واليهود يسألون ذلك امتحانا، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يجيبهم بأنه علم قد استأثر الله به، ثم قال: لعلها (تكون قريبا) مجيئها، أو: شيئا قريبا، أو: في زمان قريب.

(١) التحريش: الإغراء بين القوم، وكذلك بين الكلاب. (الصحاح: مادة حرش).
(٢) الآية: ٥٣.
(٣) قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 4 ص 236.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 87 88 ... » »»