ذلك الوقت بفتح أبواب الرزق عليهم، أو: لفقراء الأزواج إن أنفقوا ما قدروا عليه ولم يقصروا.
(وكأين) أي: وكم من أهل (قرية) أعرضوا (عن أمر) ربهم عتوا وعنادا، وجاوزوا الحد في المخالفة (حسابا شديدا) بالاستقصاء والمناقشة (عذابا نكرا) أي: منكرا عظيما. والمراد: حساب الآخرة وعذابها وما يذوقون فيها من الوبال، ويلقون من الخسران، وجيء به على لفظ الماضي كقوله: ﴿ونادى أصحب الجنة... ونادى أصحب النار﴾ (١) ونحو ذلك، لأن ما هو كائن فكان.
قد (أعد الله لهم عذابا شديدا) تكرير للتوعيد، وبيان لكونه مترقبا، ويجوز أن يراد إحصاء السيئات عليهم في الدنيا وهو إثباتها في صحائف أعمالهم، وإعداد العذاب الشديد (٢) لهم في الآخرة، وأن يكون (عتت) وما عطف عليه صفة للقرية، و (أعد الله) جواب ل (كأين).
(رسولا) هو جبرئيل (عليه السلام)، أبدل من (ذكرا) لأنه وصف بتلاوة آيات الله عز اسمه، فكان إنزاله في معنى إنزال الذكر، فلذلك صح إبداله منه، أو: أريد بالذكر الشرف كما في قوله: ﴿وإنه لذكر لك ولقومك﴾ (3)، فأبدل منه، كأنه في نفسه شرف، إما لأنه شرف للمنزل عليه وإما لأنه ذو شرف ومجد عند الله، أو: أريد: ذا ذكر، أي: ملكا مذكورا في الأمم، أو: دل قوله: (أنزل الله إليكم ذكرا) على: أرسل، فكأنه قال: أرسل رسولا، أو: أعمل (ذكرا) في (رسولا) (4) أي: أنزل الله أن ذكر رسولا أو: ذكره رسولا، ويجوز أن يكون المراد على هذا بقوله: (رسولا)