تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٥١
المأوى " بالهاء (1)، وروي ذلك عن الصادق (عليه السلام)، ومعناه: ستره بظلاله ودخل فيه.
(إذ يغشى السدرة) من النور والبهاء (ما يغشى) مما لا يكتنهه الوصف، وقيل: يغشاها الجم الغفير من الملائكة (2).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " رأيت على كل ورقة من ورقها ملكا قائما يسبح الله عز وجل " (3).
ومعناه: أنه رأى جبرئيل على صورته ليلة المعراج في الحال التي غشي السدرة فيها ما غشيه (4) من الخلائق الدالة على جلال الله وعظمته. (ما زاغ) بصر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (وما طغى) أي: أثبت ما رآه إثباتا صحيحا من غير أن يزيغ بصره عنه أو يتجاوزه، أو: ما عدل عن رؤية العجائب التي أمر برؤيتها، وما جاوز الحد الذي حد له. (لقد رأى) أي: والله لقد رأى (من ءايت ربه) التي هي كبراها وعظماها حين عرج به إلى السماء فأري عجائب الملكوت. و " من " للتبعيض لأنها كانت بعض آيات الله.
(أفرءيتم اللت والعزى (19) ومنواة الثالثة الاخرى (20) ألكم الذكر وله الأنثى (21) تلك إذا قسمة ضيزى (22) إن هى إلا أسمآء سميتموهآ أنتم وءابآؤكم مآ أنزل الله بها من سلطن إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جآءهم من ربهم الهدى (23) أم للانسن ما تمنى (24) فلله الأخرة والاولى (25) وكم من ملك في السموات لا تغنى شفعتهم شيا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشآء ويرضى (26)

(1) حكاه عنهما ابن جني في المحتسب: ج 2 ص 293.
(2) قاله مقاتل. راجع تفسير البغوي المتقدم.
(3) أخرجه الطبري في تفسيره: ج 11 ص 518 عن ابن زيد.
(4) كذا في النسخ، والظاهر أن الصحيح " ما غشيها ".
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»