ما قال فؤاده لما رآه: لم أعرفك، ولو قال ذلك لكان كاذبا لأنه عرفه، يعني: أنه رآه بعينه وعرفه بقلبه ولم يشك في أنه حق، وقرئ: " ما كذب " (1) أي: صدقه ولم يشك أنه جبرائيل بصورته.
(أفتمرونه) من المراء وهو الجدال والملاحاة، واشتقاقه من: " مرى الناقة "، كأن كل واحد من المتجادلين يمري ما عند صاحبه، وقرئ:
" أفتمرونه " (2) من: ماريته فمريته، أي: أفتغلبونه في المراء؟ ولذلك عدي ب " على "، كما تقول: غلبته على كذا. وقيل: أفتمرونه: أفتجحدونه؟ (3) (ولقد رءاه) يعني: رأى جبرئيل (عليه السلام) (نزلة أخرى) يعني: مرة أخرى، من النزول، أي: نازلا عليه من السماء نزلة أخرى في صورة نفسه. (عند سدرة المنتهى) وهي شجرة نبق عن يمين العرش فوق السماء السابعة، ثمرها كقلال هجر (4)، وورقها كآذان الفيول، يسير الركب في ظلها سبعين عاما. والمنتهى:
موضع الانتهاء ولم يجاوزها أحد، وإليها ينتهي علم الملائكة وغيرهم، لا يعلم أحد ما وراءها، وقيل: ينتهي إليها أرواح الشهداء (5)، وقيل: هي شجرة طوبى كأنها في منتهى الجنة (6). (عندها جنة المأوى) وهي جنة الخلد يصير إليها المتقون، وقيل: يأوي إليها أرواح الشهداء (7)، وعن علي (عليه السلام) وأبي الدرداء: " جنه