تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٠١
للزمهم أن يصبروا إلى أن يعلموا أن خروجه إليهم ولأجلهم (لكان خيرا لهم) في " كان ": إما ضمير مصدر الفعل (1) المضمر بعد " لو " وإما ضمير مصدر (صبروا) كقولهم: من كذب كان شرا له.
(يأيها الذين ءامنوا إن جآءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهلة فتصبحوا على ما فعلتم ندمين (6) واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الايمن وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون (7) فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم (8) وإن طآئفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقتلوا التى تبغى حتى تفيء إلى أمر الله فإن فآءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين (9) إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون (10)) الفاسق هو الوليد بن عقبة (2)؛ أخو عثمان لأمه، وهو الذي ولاه عثمان الكوفة، فصلى بالناس وهو سكران صلاة الصبح أربعا ثم قال: أزيدكم فإني نشيط؟! بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مصدقا (3) إلى بني المصطلق، وكانت بينه وبينهم

(١) في الكشاف: " فاعل الفعل ".
(٢) في التهذيب: أسلم يوم الفتح بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على صدقات بني المصطلق، وولاه عمر صدقات بني تغلب، وولاه عثمان الكوفة ثم عزله، وقال ابن عبد البر: ولا خلاف بين أهل العلم بالتأويل أن قوله: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ...) نزلت في الوليد بن عقبة، قال: وله أخبار فيها نكارة وشناعة، وخبر صلاته بأهل الكوفة وهو سكران وقوله: " أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعا "!! مشهور من حديث الثقات. تهذيب التهذيب: ج ١١ ص ١٤٢ - 143.
(3) المصدق: الذي يأخذ صدقات الغنم. (الصحاح).
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»