تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٢
هذه الآية أحد من المنافقين، وكان يعرفهم بسيماهم (1).
والفرق بين اللامين في: (فلعرفتهم)، (ولتعرفنهم): أن الأولى هي الداخلة في جواب " لو " كالتي في (لارينكهم) ثم كررت في المعطوف، واللام في (ولتعرفنهم) وقعت مع النون في جواب القسم المحذوف، (في لحن القول) أي: تعرفهم في فحوى كلامهم ومغزاه ومعناه، وعن أبي سعيد الخدري: لحن القول:
بغضهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) (2). وعن جابر مثله (3).
وعن عبادة بن الصامت: كنا نبور (4) أولادنا بحب علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فإذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه لغير رشدة (5).
وقيل: اللحن أن تلحن بكلامك أي: تميله إلى نحو من الأنحاء ليتفطن له صاحبك كالتعريض والتورية (6)، قال:
ولقد لحنت لكم لكيما تفقهوا * واللحن يعرفه ذوو الألباب (7)

(١) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٤ ص ٣٢٧.
(٢) أخرجه عنه ابن المغازلي الشافعي في المناقب: ص ٣١٥، والسيوطي في الدر المنثور: ج ٧ ص ٥٠٤ وعزاه إلى ابن مردويه وابن عساكر. وأخرج أيضا عن ابن مسعود قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا ببغضهم علي بن أبي طالب.
(٣) أخرجه عنه الحافظ أحمد في الفضائل: ص ١٧١، والذهبي في التذكرة: ج ١ ص ٢٦٢، وابن عبد البر في الاستيعاب: ج ٢ ص ٤٦٤.
(٤) باره يبوره: أي جربه واختبره، والابتيار مثله. (الصحاح: مادة بور).
(٥) أخرجه عنه الجزري الشافعي في أسنى المطالب: ص ٥٧ و في أسمى المناقب: ص ٥٦، وابن عساكر في تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٢٢٤، والعيني في مناقب علي (عليه السلام): ص ٤٢، والهروي في كتاب الأربعين: ص ٥٤.
(٦) قاله محمد بن يزيد. راجع إعراب القرآن للنحاس: ج 5 ص 191.
(7) وكذا في الكشاف، وفي الصحاح واللسان:
ولقد وحيت لكم لكي ما تفهموا * ولحنت لحنا ليس بالمرتاب للقتال الكلابي. أنظر الصحاح واللسان: مادة " لحن ".
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»