تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٧١
قاسية مبهم أمرها، أو: بعض القلوب وهي قلوب المنافقين. وأما إضافة الأقفال إليها فلأن المراد الأقفال المختصة بها، وهي أقفال الكفر التي استغلقت فلا تفتح.
(إن الذين ارتدوا على أدبارهم) بأن رجعوا عن الحق والإيمان (من بعد ما تبين لهم الهدى) وظهر لهم طريق الحق (الشيطان سول لهم) جملة من مبتدأ وخبر، وقعت خبرا ل‍ (إن) ومعناه: الشيطان سول لهم ركوب العظائم من الذنوب، من السول وهو الاسترخاء (وأملى لهم) ومد لهم في الآمال.
(ذلك) بسبب (أنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله) من القرآن، وعن الصادق (عليه السلام): في ولاية علي (عليه السلام) (1). (سنطيعكم في بعض الأمر) أي: في بعض ما تأمرون به وتريدونه " والله يعلم أسرارهم " وقرئ: (إسرارهم) بكسر الهمزة (2)، أي: ما أسره بعضهم إلى بعض من القول، وما أسروه في أنفسهم من الاعتقاد. (فكيف) يعملون وما حيلتهم (إذا توفتهم الملئكة) وقبضت أرواحهم (يضربون وجوههم وأدبارهم)؟؟ (ذلك) التوفي الموصوف (ب‍) تلك الصفة بسبب (أنهم اتبعوا ما أسخط الله) من عظائم الأمور، (وكرهوا رضونه فأحبط الله أعملهم) التي كانوا يعملونها من صلاة وغيرها لأنها في غير إيمان.
بل (أحسب الذين في قلوبهم مرض أن يخرج الله أضغنهم) أحقادهم على المؤمنين، وإخراجها: إبرازها لرسول الله وللمؤمنين المخلصين، وإظهارهم على نفاقهم. (ولو نشاء لأرينكهم) يا محمد حتى تعرفهم بأعيانهم، وقوله:
(فلعرفتهم بسيمهم) بعلامتهم، وعن أنس: ما خفي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد

(١) الكافي: ج ١ ص ٤٢٠ ح 43.
(2) الظاهر أن المصنف رحمه الله يعتمد على قراءة فتح الهمزة هنا تبعا لصاحب الكشاف.
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»