تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٠
وأدبرهم (27) ذا لك بأنهم اتبعوا مآ أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعملهم (28) أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغنهم (29) ولو نشآء لارينكهم فلعرفتهم بسيمهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعملكم (30) ولنبلونكم حتى نعلم المجهدين منكم والصبرين ونبلوا أخباركم (31)) هذا استئناف كلام، أي: (طاعة وقول معروف) خير لهم، وقيل: هي حكاية قولهم (1) يعني: قالوا: طاعة وقول معروف، أي: أمرنا طاعة وقول معروف، أي:
حسن لا تنكره العقول (فإذا عزم الأمر) أي: جد، وإنما العزم والجد لأصحاب الأمر، وأسند إلى الأمر مجازا (فلو صدقوا) فيما زعموا من الحرص على الجهاد، أو: في إيمانهم بأن يواطئ فيه قلوبهم ألسنتهم (لكان خيرا لهم) من نفاقهم.
(فهل عسيتم) أي: يتوقع منكم يا معشر المنافقين (إن توليتم) أي:
تسلطتم وملكتم أمور الناس وتأمرتم عليهم وجعلتم ولاة (أن تفسدوا في الأرض) بسفك الدم الحرام وأخذ الرشا (وتقطعوا أرحامكم) تهالكا على ملك الدنيا، فيقتل بعضكم بعضا، ويقطع بعضكم رحم بعض. (أولئك) إشارة إلى المذكورين الذين لعنهم الله لإفسادهم في الأرض وقطعهم الأرحام، فمنعهم ألطافه وخذلهم حتى صموا عن استماع الموعظة، وعموا عن إبصار طريق الهدى.
(أفلا يتدبرون القرءان) ويتصفحونه ويعتبرون به ويقضون ما عليهم من الحقوق (أم على قلوب أقفالهآ) هي " أم " المنقطعة، ومعنى الهمزة فيه: التسجيل عليهم بأن قلوبهم مقفلة لا يتوصل إليها ذكر، ومعنى تنكير القلوب: أنها قلوب

(1) قاله ابن عيسى. راجع تفسير الماوردي: ج 5 ص 301.
(٣٧٠)
مفاتيح البحث: النفاق (1)، المرض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»